ما أن تقبل علينا ليالي رمضان الشريفة حتى ترى الجمعيات الخيرية قد أكملت كافة استعداداتها لبرامج إفطار الصائمين بعد أن نجحت في استمالة قلوبهم بدعم الجمعيات بآلاف الريالات وما أن تبدأ ليالي رمضان بالعد التنازلي حتى ترا الفاجعات والمفجعات من ما يحدث من إسراف وتبذير وإهانة لنعم الله عند صناديق النفايات كما يحز في النفس ما تراه من أهداف هذه البرامج تتحقق في عمالة تعمل في مجال التجارة وتحول مليارات الريالات إلى بنوكها المركزية أما الفقراء وأهل الإستعفاف من المواطنين فالأنظار ليست صوبهم إلا قليلا مما يجمعون
حتى برادات المياه المنتشرة في شوارعنا لا يستفيد منها غير العمالة فترى سيارات المقاولين كل صباح تقف أمامها لتعبي عشرات الترامس المائية العملاقة ثم تعود إليها ظهر وهكذا كل يوم ولو يرى هؤلاء المقاولون الذي لا يقل دخلهم عن 40 ألف ريال شهريا برادات المياه فاضية فلن يكلف أحد منهم نفسه برهة لتعبئتها ولو مرة واحدة في العام
وإني عبر هذا المقال أطالب المجتمع بتغيير وجهته في برامج خيرية أنفع منها كتقصي حوائج الأسر القريبة والبعيدة وصيانة مساجد الله والاعتناء بمرافقها ودعم برامج أهل القرآن وتعزيز دورها ونشاطها لتصل إلى القرى والهجر وغيرها من البرامج النافعة
كما أطالب المسؤولين في الدولة بعدم ترك الحبل على الغارب للجمعيات الخيرية بل يجب أن تخضع للمراقبة والمحاسبة ومعرفة مصير أموال أهل الخير هل تدار بما يرضي الله ورسوله وأولي الأمر أم أنها تنفق ليتم الخلاص من مسؤوليتها
مفلح آل عبود