[RIGHT][IMG =المستشار والمدرب الإعلامي علي الموينع ]https://www.alaflaaj.com/contents/useruppic/1_aY0nA2N76jkrq2QW.jpg[/IMG]
المستشار والمدرب الإعلامي علي الموينع [/RIGHT]
( المعلم باني الوطن )
لقد حدد رسول الله صلى الله عليه وسلم مهمته بقوله : " إنما بعثت معلماً " والقرآن الكريم ذكر هذه المهمة الأساسية لرسول الله صلى الله عليه وسلم بصراحة فقال : {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} فقد أحصت هذه الآية من مهمات الرسول التعليم والتربية ، وكان الجانب الأعظم من حياة رسول الله صلىالله عليه وسلم مستغرقاً بهذا الجانب إذ أنه هو الجانب الذي ينبع عنه كل خير ولا يستقيم أي جانب من جوانب الحياة سياسياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً أو عسكرياً أو أخلاقياً إلا به.
فالأمة بلا علم تصبح أمة فوضوية تصرفاتها غير متوقعة وغير منضبطة ، ولكل فرد من أفرادها سلوك يخالف سلوك الآخر وعادات وتصورات تختلف فلا تكاد أمة تفلح بهذا ولا فرد .
والظاهرة التي نجدها في تاريخ محمد صلى الله عليه وسلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم بدأ تشكيل أمة جديدة لها كل مقوماتها الفكرية والسلوكية والأخلاقية والتشريعية والدستورية .
إن مهنة المعلم والمعلمة هي مهنة جديرة بالتقدير فكيف لا يكون ذلك وقد وُصف الرسولُ الله صلى الله عليه وسلم :" إنه بعث معلماً " فالمعلم مربي أجيال وناقل ثقافة مجتمع من جيل الراشدين إلى جيل الناشئين كما أن وظيفته وظيفة سامية ومقدسة تحدث عنها الرسل والأنبياء والرجال الدين والفلاسفة على مر العصور والأجيال.
ولقد حظي المعلم منذ القِدم بمكانة إنسانية اجتماعية راقية في الأوساط المتحضرة التي تُقدر المعلم ، وتعرف له فضله!!
فيجب علينا أن نعرف قيمة المعلم حَق المعرفة ، وأن ندرك مكانته تمام الإدراك علَّها أن تبعث المكارم من مرقدها ؛ فتجعل الناس يحفظون للمعلم مكانته وقَدره ، وعساها أن تُشعر المعلم بعظيم دوره ، وعلو مكانته ، وسمو منزلته في المجتمع ؛ فيتذوق معها حلاوة السعادة والسرور ، ويعقد من أجلها العزم على مواصلة السير في طريق البناء والنور .
إن المعلم والمعلمة عقول حملت مشاعل النور للإنسانية ، ورفعت لواء العلم والمعرفة للبشرية ، فهي من أقوال نبي الله عليه الصلاة والسلام ، وقول لأحد أصحابه رضوان الله عليهم ، ودرر من كلام علماء أجلاء عرفوا جميعًا حق المعلم ، فصارت المعرفة سلوكًا عندهم ، طبقوه ؛ فبارك الله لهم فيما حصلوه من نور العلم ؛ ليكونوا مصابيح الدجى ، ومنائر الهدى للناس وقال علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – : ” لا يعرف فضل أهل العِلم إلا أهل الفضل.
ويقول الإمام ابن مفلح – رحمه الله – : ” وينبغي احترام المعلم ، والتواضع له ” .
واستمع لما قاله الإمام النووي – رحمه الله – : ” ومن آداب المتعلم : أن يتحرى رضا المعلم ، وإن خالف رأي نفسه ، ولا يغتاب عنده ، ولا يُفشي له سرّاً ، وأن يرد غيبته إذا سمعها … ” .
المعلم هو القدوة الحسنة والمثل الأعلي المعلم باني الأوطان وصانع الأجيال ومحقق الآمال المعلم حامل الرسالة ومؤدي الأمانة المعلم هو الذي يقتدي به الآخرون لا للفوضى وبت الفتنة وإيقاف الحياة في الوطن معاً للبناء والعطاء والبذل والصبر لا لإيقاف عجلة التقدم والبناء ونعم لإقامة الدولة وطنيتي أعبر عنها بالمواقف الفعالة لا بالشعارات فقط وطنيتي أن أؤدي واجباتي قبل أن أطالب بحقوقي. - إذا كانت هناك آياد سوداء تحاول العبث باستقرار والأمن .. فهناك آياد بيضاء سخية قوية تبني الوطن وتحميه. (شعارنا المعلم باني الوطن)
إن المعلم فرد من أفراد المجتمع ، وهو مواطن مسئول ، ورأى ما حل بالوطن وأهله ورجال أمنه جراء تلك الاعتداءات الظالمة من أصحاب الفكر الضال المغالي في التطرف والعدوانية !
إن المعلم اليوم مطالب بأن يكون ذا دور مهم في ترسيخ حب الوطن ، وبيان خطورة أي فكر منحرف يستبيح الدماء المعصومة بشعارات مكذوبة ، وأحقاد مكشوفة !
إن المعلم هو حامل لواء العلم فهو من يتعامل مع التلميذ من سن السابعة وحتى تخرجه شابا يافعًا في المرحلة الثانوية ، يتعامل معه بدنيا ، وفكريا ، ونفسيا ، ومتى ما أدرك المعلم أهمية دوره ، وعظم رسالته عرف كيف يتعامل مع الطالب اليوم … الطالب الذي صار أكثر ذكاء ، وأكبر متابعة مما يجعل مسؤولية المعلم مسؤولية مضاعفة ؛ وذلك بالإحاطة بكل ما يدور حوله ، يقرأه قراءة سليمة حتى يجد لكل سؤال جوابًا شافيًا ، ولكل موقف تعاملًا سليمًا !!
المعلم هو الذي ينتهز كل فرصة تتاح له من خلال درسه ، أو عبر موقف تربوي ؛ لتعزيز قيم الإسلام الصحيحة في نفوس طلابه ، الإسلام الذي دعا إلى المحبة ، والتسامح ، والعفو ، والحلم ، وبنى مكارم الأخلاق .
إن المعلم هو الذي يصحح المفاهيم ، ويعدل المسارات ، ويوضح كثيرًا من الأمور التي تدور ، وتقع ، وقد تكون أسئلة حائرة تطوف في فكر طالب شاب ، أو تلميذ صغير !!
إن المعلم هو الذي يغرس حب الوطن في قلوب طلابه ، ويسقيه بأقواله التي يسمعونها ، وأفعاله التي يشاهدونها .. ويبين لهم خطر كثير من الأدوات التي غزت عقول أبنائنا الطلاب والتلاميذ كالممارسات الخاطئة ، والانحرافات المهلكة التي يقترفها بعض شبابنا ، وكالألعاب الإلكترونية التي تعلم القتل ، والعنف !!
نحن ندرك أهمية بناء السلوك البناء السليم ، ومن المعلوم أن السلوك فرع عن التصور ، وهذا يعني بأنك إذا أردت أن تحصل على سلوك سليم صحيح ، فإنه ينبغي عليك أن تبني فكرًا راشدًا سليمًا ، ليس بالقول دائمًا ، وإنما بالفعل غالبًا !!
إن المدرسة وكما قيل هي أربعة جُدر تحيط بالمستقبل ، وهي كما نقول في شعاراتنا بيت الطالب ، ومتى ما أحبها الطالب ، وحافظ عليها شعر بحب بيته الكبير ألا وهو الوطن .
فلنعمل جميعًا من أجل أن نحقق مفهوم هذا الشعار حبا لوطننا الغالي " المعلم باني الوطن" ، وإيمانًا منا بعظيم دوره ، وشرف رسالته لا سيما في هذا الوقت الذي حمل فيه المعتدون شعارات ذات قيمة إسلامية كبرى شوهوها بفكرهم الضال .
المستشار والمدرب الإعلامي
علي الموينع