أعتذر
( أعتذر ) ما أجمل هذه الكلمة عندما يخطي الانسان ويقدم اعتذاره لمن أخطى عليه فهي قمة الشجاعة وقمة الرجولة فلغة الاعتذار شيء محبب وفن لا يعرفه إلا من تأدب بأداب الدين ليس هذا مقصودي من هذا المقال فالمقصد من كلمة (أعتذر) هو تقديم العذر في عدم حضور المناسبات سواء كانت الاجتماعات عائلية او اجتماعات أخرى مع الزملاء والأصدقاء والجيران فنجد هذه العبارة أسهل عبارة في عدم الحضور وهجر المناسبات سواء هناك سبب للاعتذار أو بلا سبب فكثير من الناس في العهد الحاضر يغيبون ويتحججون بالاعتذارات عن عدم قبول الدعوات لانشغالهم فأصبحت الاجتماعات قليلة بين الناس واذا تمت يكون هناك غياب كثير من المدعوين لهذه المناسبات فما هي الأسباب في كثرة كلمة (أعتذر)
هل اشغلتنا الدنيا عن الذهاب وحضور مناسبات الأهل والأصدقاء والجيران
هل اغترينا بصحتنا ومالنا وأولادنا عن الأخرين فلا نبالي بتلك الدعوات لحضور الاجتماعات والملتقيات فستغنينا عن الناس بعدما فتح الله علينا
هل السبب مادي بحت لا يستطيع الانسان الحضور لعدم توفر المبلغ المطلوب (القطه ) إذا كانت هذه الاجتماعات فيها مساهمات كالحاصل الآن أو عدم ملائمة بيته في استقبال الضيوف إذا جاء الدور عليه خاصة بالاجتماعات الدورية بين العوائل وعلى النقيض اعرف أناس يستدينون المال ويضغطون أنفسهم من أجل الحرص على الحضور وكسب الأجور فهم يعرفون أهمية الوصل وما يترتب عليه في أمور الدنيا والأخرة فيحرصون كل الحرص على الحضور مهما كانت الأسباب
قد تكون اللامبالاة من أسباب وجود كلمة ( اعتذر ) عن الحضور فالشخص الغير مبالي تجده لا يحرص على الاجتماعات ولا يعطي لها أهمية في أموره فهو يعيش وحداني حرم نفسه واهل بيته من السعادة في حضور الاجتماعات مع أقاربه وزيادة أواصر المحبة في مجتمعه فنحن نشاهد وقت حضور المناسبات واللقاءات سعادة على وجوه الجميع من رجال ونساء وأطفال فالكل يعيش أوقات جميلة يسودها الحب والتألف والأخوة فهؤلاء المجتمعون يعرفون قيمة تلك الملتقيات في تقريب الناس اليهم فهم يعيشون فصول جميلة من السعادة والفرح والبهجة فقد ارضوا أنفسهم وأرضوا خالقهم بتلك الزيارات والصلة والأجمل اذا كانت تلك الملتقيات مع الوالدين والإخوان والأقارب فالأجور مضاعفة من الخالق سبحانه وتعالى
فهل نودع كلمه (اعتذر) بالحرص على الحضور وتقبل وجهات النظر والاستمتاع بوقت جميل قد يكون فيه فوائد متعددة من دروس وعبر يكون فيها ذكر لله وايضاً تتعرف وتتطمن على أحوال أهلك وإخوانك بمعرفة أخبارهم وجديدهم وتتلمس احتياجات من اتعبتهم الديون من اقاربك وتساعد في حلها عندها ستعيش في راحة وسعادة ودعوات من كبار السن قد تكون لك فاتحة خير في دنياك وأخرتك.
والله من وراء القصد.
راشد القنعير
الرياض