وقفة مع شدة البرد
استوقفني مشهدين في هذا التوقيت مع شدة البرد
المقطع الأول مشهد طفلين من إخواننا اللاجئين بأحد المخيمات خرج هذين الطفلين متحدثين بأنهم لم يناموا من شدة البرد
والمشهد الثاني طفلة صغيرة عندما سألها المراسل التلفزيوني ماذا تتمنين مع بداية العام الميلادي الجديد قالت خيمة
مشاهد مأساوية تحيط بالعالم من حولنا ونحن نعيش بعد فضل الله في رغد من العيش أمن بالاوطان
وراحة وصحة بالابدان وعندنا من الماكل والمشارب والملابس الشي الكثير وهذه النعم لاتدوم إلا بشكرها
يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
من أصبح منكم امنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيرت له الدنيا بحذافيرها
إرشاد نبوي كريم على ثلاثة نعم فقط عندما يتحصل عليها الانسان
اعطي الدنيا بأسرها
وهنا في هذه الأسطر
اسئل
أين المتذمرون
أين المتندرون
أين الذين غير راضين بقسمه الله لهم
هل جربتم
النوم وانتم في خوف من حرب وتهجير وتشرد
هل نمتم وانتم تتقلبون في مضاجعكم من المرض والاسقام وشدة البرد والزمهرير
هل تنامون وانتم في وضع بأس من الفقر والعوز والحاجة
النعم يابشر تدوم بالشكر والامتنان للخالق سبحانه
اما الإسراف والتباهي والتحدي والطغيان ستكون عواقبها وخيمة
حببوا أنفسكم واهليكم لوطنكم
الوطن الذي هو بعد الله سر قوتكم وغناكم وعدم حاجتكم لأحد
كم من دولة تتحسر على امنها بسبب الفوضى التي انهكت الشعوب
فأصبحوا مشردين بلا سكن وبلا عيش وبلا أمن وبلا امان
استشعروا الصحة في الأبدان بتقوى الخالق بالطاعة والعبادة قبل أن يأتيكم المرض بعدها تكون الندامة
انفقوا من أموالكم على الضعفاء والمساكين والايتام والارامل والمتعففين واكثروا البذل والعطاء والهدية وخاصة في هذا التوقيت مع شدة البرد وقسوة الزمهرير
كم نحن فيه من نعم
لاتعد ولاتحصى وعلينا الاستشعار بتلك النعم وعدم الانسياق خلف من يروج لسفاسف الأمور
فالمجتمع الإسلامي لابد أن يكون متكاتف متعاضد
يستشعر بالاخوة الإسلامية الصادقة
ويبذل كل مافي وسعه من أجل التاخي والحب في الله
وعلى الوحدة وعدم التفرق وجمع الكلمة ولم الشمل والمساعدة وتفريج الكربة والاحساس بالغير
فهذه هي صفات المسلم الحق الذي يتزين بتلك المواصفات
وأهمس في اذنك اخي واختي
من نفس عن مسلم كربة بالدنيا نفس الله عنه كربة يوم القيامة
والله من وراء القصد
راشد القنعير
الرياض