اوقات من ذهب
تمر علينا الساعات والأيام والشهور وحتى السنين ونحن في غفلة مع الوقت لانشعر بتلك الأوقات فقد ذهبت ادراج الرياح
وفي الحديث الشريف
قال الرسول صلى الله عليه وسلم (نعمتان مغبون فيها كثير من الناس الصحة والفراغ)
أوقاتنا تذهب سدى ولابد من وقفة مع أنفسنا ونصارح ونحاسب هذه النفس الأمارة بالسوء ونستشعر أهمية تلك الأوقات التي تذهب من اعمارنا ونحن لم نستفد منها
ولعل هناك اوقات توزن بالذهب ترفع شأن المسلم وتضاعف حسناته وتقوي إيمانه وتبعث الفرح والسعادة في نفوس من استثمرها لعل الفائدة تكون في المداومة عليها
عندما تذهب للمسجد مبكرا قبيل الأذان او مع بداية دخول الوقت والمكوث وقتا جيدآ بعد أداء الفريضة بتلاوة القرآن والتفكر وزيادة التامل في حياتك مع تكرار إلاستغفار وتتحين اوقات الإجابة بالدعاء بين الأذان والإقامة في الصلوات اليومية وساعة الجمعة والتبكير لها
وهناك اوقات السحر فعندما تناجي الرب في هذا الوقت المتأخر فهو وقت نزول الرب سبحانه فربنا يستجيب لمن دعاه
هل من مستغفر اغفر له
هل من داعي لستجيب له
كذلك من الأوقات الذهبية التي تسعدك زيارة والديك بين وقت المغرب والعشاء والجلوس معهم والانصات لهم والأخذ بخواطرهم
والتودد لهم وتنفيذ طلباتهم
كذلك صلة ارحامك بين كل فترة وفترة فهذا الوقت الجميل الذي تقضيه يبعث لك السعادة والراحة والقبول
من الأوقات الذهبية أيضا قضاء حوائج الناس بالعمل الخيري فكم من ارمله ومطلقة ويتيم بحاجة لنا وكم من مريض وفقير ومهموم يريد من يطبطب جروحه ويسئل عنه ويهتم به فلعل الاهتمام بتلك الأوقات في مساعدة تلك الفئات يفتح لنا أبواب خير كثيره ويرد علينا شر فصنائع المعروف تقي مصارع السوء
كذلك من الأوقات الذهبية في حياتنا ترك الجدال بالمجالس وترك الخوض في مواضيع لاتهم أمرنا وتبديلها بمجالس فيها ذكر الله حتى ننال في نهاية المجلس بأن نفوز بتبديل سياتنا إلى حسنات كما جاء في الحديث ان قوموا مغفور لكم فقد بدلت سيئاتكم حسنات
كذلك الاستفادة من فضائل ايام الصيام كصيام عرفه وعاشوا فهي مكفرات ومواسم ذهبية لمن أراد مضاعفة حسناته وتكفير سيئاته فصيام يوم يكفر ذنوب سنه ويكفر ذنوب سنتين
ما أعظم هذا الدين الذي يساعدنا على التزود ومضاعفة الأجور باعمال واوقات بسيطة سهلة
والموفق هو من يستفيد ويفيد الناس باستغلال هذه الساعات والأيام
في رفع درجاته
فكلنا والله مقصر
والله من وراء القصد
راشد القنعير