أطفالنا والاستيعاب
تبدلت الأحوال والظروف بين معيشة الأطفال في العهد الماضي والحاضر
فأيام زمان كانت حياة الصغار مليئة باللهو اللطيف والبراءة الجميلة وكثرة الخروج من المنزل بصحبة صغار الحي والاعتماد على النفس في قضاء بعض احتياجات المنزل
فكان وضع الطفولة بذاك الوقت فيه سعادة وبهجة وسرور فهي أيام
لاتمحو من الذاكرة
لكثرة احداثها وقصصها ومغامراتها
فالحب والصداقة تربط هؤلاء الفتيان
فهناك مكان في كل حي مخصص للجلوس وملعب للحي تقام فيه المنافسات لكرة القدم وبعض الألعاب الجميلة التي كانت تتسم بالعفوية وقضاء وقت للتسلية والترويح الذي يتزين بابناء هذه الحواري
فالحواري القديمة تجد ابناءها بينهم تكاتف وقوة صداقة وتنافس حتى وإن ظهرت المشاكل نجد الحلول بعودة العلاقات مجددا وبشكل سريع
فهم لا يستغنون عن علاقاتهم فكانت حياتهم مليئه بالقصص والحكايات وجمال الطباع
فقد تربوا على الصبر والاعتماد على الذات والكرم فقد زرعها فيهم اباؤهم وامهاتهم ومجتمعهم
على النقيض في العهد الجديد فالصغير في هذا الوقت لايكاد يخرج للشارع ولا يختلط بالمجتمع ولايعرف سلوم وعادات الكبار فهو متقوقع بين أجهزة الحاسب والجوال والبلاستيشن والايباد
فتجد الأطفال منعزلين عن الأهل وعن المجتمع
فقلت تربيتهم وضعفت قواهم واصبحوا بدون طموح وبدون جدوى لحياتهم
يريدون اللعب والأكل والنوم
فزادت اوزانهم بسبب مطاعم الوجبات السريعة
وقل استيعابهم فهم
لا يفهمون مايطلب منهم
بسبب عدم ادراكهم عن مايكون حولهم
فهم أجساد بلا أرواح
وعقول بلا فهم بلا ادراك
لا يتحملون اي مسؤولية
ولا يستجيبون لأي ندا
فهم في عزله
لا ياكلون مع أسرهم ولايخرجون لقضاء حوائج بيوتهم
ولا يساعدون اهاليهم
دائما في زعل
وفي مزاج غير محبب
لقد أصبحت الألعاب مسيطرة على تفكيرهم
تجد العنف والقسوة في اسلوبهم
والتافف من حياتهم
لا يرضون بالقليل
فهم متعبون مرهقون بالسهر من قله النوم بسبب هذه الأجهزة التي اعمت عيونهم واضعفت صحتهم وارهقت اجسادهم
فالصغير الآن تجده لايستمتع بحياته
فلا يذهب إلى اقرباءه
ولا يجد له صديق يمازحه
فكثرت حالات التوحد بين الصغار وطغت العصبية والعنف على عقولهم
فالوضع متأزم وحتى
لا نفقد هؤلاء الصغار
علينا محاسبة أنفسنا من أولياء أمور ومعلمي المدارس في عودة تربية النش من جديد
بخروج الصغار للشارع وسط مراقبة تامه
كذلك لابد أن يخالط الصغير أبناء الحي ويندمج مع منه في عمره
وإعطاء الصغار الثقة بالنفس ليقضي احتياجاته بنفسه
كذلك تسجيله في مراكز الأحياء المنتشرة والمراكز الصيفية ليمارس جزء من هواياته
وترتيب جدول الطفل بالبيت بعدم استخدام الجوال وقت طويل من أجل صحته واستيعابه
لعل الحال يتبدل مع صحوه الاهالي وتحمل تبعات بتغيير نمط فكر هؤلاء الافذاذ ليعود الصغار للاستيعاب والاستمتاع بالحياة ليعيشو في فهم وادراك وصلاح
والله من وراء القصد
للكاتب : أ. راشد القنعير