المتخرجون من جامعة رمضان
من كرم الله سبحانه وتعالى علينا بأن مواسم الخير للمسلم متعددة وكثيرة
فهناك مواسم يومية مثل الصلوات الخمس فهي مكفرات للذنوب
ومنها أسبوعية كيوم الجمعة فيها ساعة استجابة
ومنها ما هو موسمي سنوي فيوم عرفة و عاشوراء فيها من الأجور والرحمات الشيء الكثير
وهناك ايام وليالي فاضلة فأيام عشر من ذي الحجة التي هي أفضل أيام العام
وليالي العشر الأخيرة من رمضان من أثمن المواسم حيث ليلة القدر التي عبادتها تعادل الف شهر
و كذالك شهر رمضان كامل هو موسم عظيم يعلمنا ويدرسنا ويدربنا على الطاعات
فرمضان مدرسة أخلاقية وجامعة تربوية لمكارم الاخلاق فهو ملتقى للفضائل
فالصوم يدربنا على الصبر والأحتساب والإخلاص
فهو عبادة سرية بين العبد وربه
فنحن نتدرب على الصيام والصبر والتحمل ومجاهدة النفس من طلوع الفجر حتى غروب الشمس بالإمساك عن سائر المفطرات
بالإضافة إلى ضبط هوى النفس وعدم اللغو والرفث بالكلام ففي الحديث الشريف
قال صلى الله عليه وسلم {الصيام جنه وإذا كان يوم صوم احدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحدا أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم} رواه البخاري
أعمال كثيره وجليلة نعيشها مع رمضان دون غيره
فالاجتهاد في مضاعفة الأجور بتلاوة القرآن وتدبر معانيه والوقوف على أحكامه والتزود بما فيه يجعل المسلم لايشقى به
كذلك يعلمنا رمضان زيادة أواصر المحبة والألفة بيننا بالتزاور وصلة الأرحام
والاستماع لحديث كبار السن
وإسعاد هؤلاء بالجلوس معهم والأنس بحديثهم وقصصهم وأخذ العبرة والعضة من حياتهم
فهم يفرحون بتلك الزيارات
فالدعوات الصادقة تكون منهم لمن زارهم وأحس بهم و أدخل الفرح والسرور على محياهم فما أجمل ساعات لقاء الأهل والأحباب
من مدرسة رمضان أيضا العفو والتسامح بين الناس فالصائم دائما يكون لينا هينا منشرح الصدر
الابتسامة لا تفارقه يتقبل و يستمع النصيحة ويعمل بها
فما أجمل الصفح والعفو بين الناس في شهر الرحمات
فالأجور مضاعفة كيف لا وهي
من رب كريم يبسط يده لمن أراد التوبة والرجوع له
كذلك رمضان يزودنا بالنوافل من صلوات فالتراويح والقيام والخشوع فيها بالمساجد والاعتكاف
تهذب نفس المسلم وتجعله يكون قريب من خالقه فهو في رعاية الله
بعيد عن شياطين الانس والجن يدعو لنفسه ولأهله ولأخوانه وللمسلمين بالقبول
فالشهر الكريم يجعلنا أقرب إلى ربنا من أي شهر آخر
فتلك الصلوات من سنن راتبه وتهجد وركوع وسجود ومناجاة ودعوات في وقت السحر تجعل المسلم يعيش في سعادة لقربه من خالقه فهو متعلق بجميع الوسائل الموصلة لرضى الخالق سبحانه
فالرحمات تنزل والسكينة والطمأنينة تأخذنا إلى دنيا جديدة وسعادة كبيرة
تريح من تأدب بأدب الصيام
فالأنس مع الله حياة آخرى ففيها المناجاة والدمعات والدعوات
فطوبى لمن أبحر في طاعة الله واستغل تلك الليالي والايام بطاعة الرحمن
فالسعاده دائماً تكون برضى الخالق سبحانه وتعالى
فالأنسان في شوق ولهفة لزيادة الأجور فلن يجد أثمن من هذه الأيام والليالي طوال العام
فكل ليلة لله عتقاء من النار في رمضان
عسى ان يكون لنا نصيب منهم بأن يعتق الله رقابنا من النار ووالدينا والمسلمين أجمعين
في جامعة رمضان مساعدة الناس المحتاجين من فقراء ومساكين وأيتام ومطلقات وأرامل ومتعففين
نتعلم منه البذل والعطاء والسخاء
فالصدقات والهبات تجمل أعمالنا في شهر الإحسان
فكم وكم من بيننا من محتاج ومسكين ليس له عائل فمن له بعد الله غيرنا
فمن يريد ان يشفى مريضه
ومن اراد أن يطول في عمره
وتدفع عنه ميته السوء
ومن اراد ان يستظل بظلال الرحمن يوم القيامه
ومن أراد البركه بماله ودفع المصائب عنه
ومحو ذنوبه وطمأنينة قلبه وانشراح صدره ودعاء الملائكه له
بأن يكثر من الصدقات في هذه الأيام
ففوائد الصدقه متعددة وفيها عمل للأخرة لاينقطع فالميت تتبعه صدقاته وهو في قبرة
فلنشمر اخواني واخواتي في ماتبقى من هذه الأيام الأخيره
ونجتهد ونتحرا ليلة القدر عسى الله أن يتقبلها منا جميعاً
فمن صام رمضان ايماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه
ومن قام ليلة القدر ايماناً واحتساباً غفر به ماتقدم من ذنبه
فرمضان جامعه اسأل الله أن نتخرج منها بالفوز بالعمل الصالح ونستمر على التوبة والطاعه حتى بعد رمضان إلى ان نغادر هذه الدنيا ونحن في عبادة وتوبة عسى الله أن تكون خاتمتنا حسنه
لنفوز برضوان الله والجنه والله من وراء القصد
للكاتب : أ. راشد القنعير
كاتب "صحيفة الأفلاج الإلكترونية