المزاجية ... داء العلاقات الاجتماعية
يقول العلامة ابن خلدون في مقدمته المشهوره ( الانسان مدني بطبعه ) والمعنى بان الانسان لا يستطيع العيش بمفرده فهو بحاجه للبشر حتى يعيش ويانس في هذه الحياة
فالصغير منذ الطفوله تربطه علاقه مع أصدقاء في نفس عمره من أقاربه
بعدها تتكون اول علاقاته مع طلاب صفه في غرفة الدراسه
كذلك الشاب تزيد علاقاته اذا كبر فيتعلق ويزداد بالعلاقات مع طلاب الجامعه والاقرباء والجيران
فتتوسع هذه العلاقات بين الناس حتى عندما يتحصل على وظيفه تجد له زملاء بالعمل يساعدونه في سير الحياه هكذا هي الدنيا
فالبشر فيهم صفات متعدده و خصائص مختلفه
تجد المتواضع اللين وتجد الحريص المنفعل وتجد المتحمس المندفع وتجد الرايق الهادئ
وتجد المحبوب الخدوم لاسرته ولمجتمعه
وتجد المشاكس الذي لايعجبه العجب
فالله في خلقه شؤون
اصعب هذه الشخصيات الانسان المزاجي فانت لاتعرف كيف توطد العلاقة معه
فالمزاجي صعب المراس لاتفهم ماذا يريد ولا تعلم ماذا يخفي لك من موده وعلاقه
فهو متقلب الشخصية يوم يكون محبوب فيكون ارقى الناس بعدها ينقلب بسرعه الى انسان مكروه بسبب انفعالات واضطرابات فهو متخبط في افعاله وحركاته و عدم اتزانه
يعيش في صراع نفسي متأزم اختياراته مضطربه غير واضح مع نفسه فكيف مع الاخرين
تجده متلون غير قادر على اتخاذ بعض القرارات التي تخصه
غير مبالي بالمجتمع الذي يعيش فيه همه نفسه لايسمع راي ولا مشوره هو الصح فيما يتخذ من قرارات بعدها يغير رايه حسب مزاجه
اتعب اهله واتعب مجتمعه واتعب اصدقاءه
تجد الناس من حوله مبتعدون خوفاً من رايه المتبدل فالناس لا تعتد برايه ولا مشورته لانه سوف يخرج ويتراجع بقرار وراي اخر
مخالف لما قاله قبل لحظات
فهو انسان يسير حسب انفعالاته ورغباته وحسب نفسيته ومزاجه المتقلب
فيكون خارج اهتمامات البشر لانه فشل في اقناعهم بسبب المزاجية التي يعيشها
فالبعض يعتبر هذه الشخصية المزاجية مرض نفسي لابد من مراجعة الطبيب لكي يغير من اطباعه ويعالج ما به من صفات مزعجة تأذى بها اناس قد كانوا مصدومين من علاقتهم معه
فقد اصبح اليوم بتصرفاته مكشوف فهذا الشخص الان غير مرغوب فيه ولا يشرفهم الارتباط به
فالناس سيبتعدون عنه وحتماً لا يطيقون الجلوس والتحدث معه
فالبشر مع كثره علاقاتهم غير قادرين على التواصل مع هذا المريض حتى يتعالج ويغير من شخصيته بعدها اذا علموا بان هذا المزاجي تغير واصبحت حياته متغيره يسودها التفاؤل والسعاده ونشر الفرح وتبدلت نظرته للأفضل
فالناس مستعده على فتح صفحه جديدة مع هذا الشخص الذي كان يوماً من الايام مزاجي يريد يمشي العالم حسب هواه ورغبته
لكنه عالج نفسه واستمر بالعلاج حتى تبدلت شخصيته
فأصبحت نفسيته تتمتع بالعقلانيه و المصداقيه
فأصبح انسان سوي يعرف له ويعرف ما عليه
فالاعتراف بالخطأ هو بدايه النجاح لكي يرا الناس ما يسرهم من تبدل الشخصيات المزاجية
الى شخصيات لها فكر جيد وعقل ينير المجتمع بفكره وروحه الجميله ...
للكاتب أ. راشد القنعير
كاتب في صحيفة الأفلاج الإلكترونية