الرجال...مخابر
قد قيل بالأمثال الرجال مخابر وليسوا بمناظر و حقيقة هذه المقوله تكمن بمعيار هذا المثل
فليست الرجولة بالمظاهر وإنما بالأقوال والأفعال فعندما يأتي سؤال ما هو مقياس الرجولة من وجهة نظرك
نجد الأجابات مختلفة منهم من يراها بقوة الشخصية والحدة بالقول والتميز بالغلظة
واخر يراها بالوسامة والشكل والجمال
واخر يراها بجمال مايركبه من سيارة فارهة وملابس وساعات وماركات وأشمغه
ورابع يراها بالرصيد بالبنك
وبعض يراها بالحسب والنسب
إجابات متعددة حسب كل ما يراه الأنسان من زاويته ومن خلال اهتمامه وفكرة وعقليته وهنا فيكون احترامه
لهؤلاء الرجال حسب رؤيته التي يتخيلها
فكيف يكون معيار الرجولة في حياتنا المعاصرة
فالرجولة الحقيقة بكل معانيها وقيمها عشناها مع نبي الأمة محمد ﷺ وصحبة الكرام والتابعين ومن تبعهم إلى يوم الدين
فتلك الشخصيات هم من يطلق عليهم الرجولة الحقيقة
بعض الناس يتفهم الرجولة تكون بالمظهر وليس بالمخبر
فينظر إلى الأشياء الشكلية من التزين بالملابس الأنيقة وجمال الشكل وجمال المظهر وحسن الهندام والتجمل بالعطورات والأهتمام بالشخصيات والماركات فيقيس عليها رجولته فهذة نظرة قاصرة لمعنى الرجل
وهنا أعرف الرجولة فهي تكون بالأفعال بالتواضع ولين الجانب والتعاون والصدق بالمعاملات والبر بالأهل والوالدين وصلة الرحم وتكون أيضاً ببعض المواصفات
فالرجولة تكون بمساعدة الضعفاء والمساكين والأرامل والمطلقات والايتام والوقوف معهم حسب الاستطاعة
وتكون بطيب المعشر والأتزان والحكمة
فالرجل الحقيقي هو الذي تجده وقت الأزمات مشمراً يفعل المستحيل لتدارك هذه الأزمات بحكمة وحنكة وصبر وذكاء وحلم
يصلح المتخاصمين ويضع له مكانة كبيرة في بيته ومجتمعه تجده راسم للحب والفرح وكل شيء جميل فالدنيا
يسخر وقته وعمرة في طاعة ربه وأهله ومجتمعه وجيرانه فهو داعية باخلاقة ونصحة
فهو المحبوب بين الناس وناشر للسعادة
الأبتسامة لاتفارق محياه لايرد طالباً ولاينهر مخطنا
بل هو العطوف الحنون على كل من يعرف ومن لايعرف تجده السحابة التي تمطر فيضا وحباً للناس
لا يكره أحد ولايغتاب أحد
هذا هو مقياس الرجولة الحقيقي الذي ندر في هذا الزمان
فرأينا من يتصدر المجالس عندنا هم الرجال بالمناظر
فأصحاب النفوذ والسلطة والمال والجاه هم الذين يأخذون الضوء والشهرة
أما الرجال الحقيقيون الذين لايهمهم المناصب والحديث عنهم بالمجالس عاشو رجال مغمورين متواضعين لكنهم عند ربهم نحسبهم والله حسيبهم بأنهم من أعالي القوم
فالرجولة بالذكر الطيب والعمل الصالح والبشاشة مع الأهل والأولاد والناس جميعاً
أما سيء المعشر الذي يستفز الناس ويظلم من حوله
فليسمح لي بأنه ليس رجل حتى وإن كان الناس يهابونه فهم يهابونه خوفاً وليس حباً
فما أجمل أن تكون رجل صاحب دين وأخلاق وعلوم جميلة وتواضع جم يغبطك الناس عن رجولتك .