الاستثمار الأَمْثَلُ في الذات
استهلَّ عام جديد وابتدأت مرحلة جديدة من مراحل العمر، وينبغي أن تكون مُفعمة بالطموحات والأهداف الفعالة ذات المردود الإيجابي على الانسان، ويعد الاستثمار في الذات بالغ الأهمية، لما فيه من تنمية للفرد بصقل مهاراته واكتسابه للمعارف الجديدة، ويسعى الجميع لتطوير ذاته سواء أكان في دراسة أو في تدريب.
لكن كثيراً ما تكون عملية ومخططات التطوير الشخصية عشوائية دون أسس وأهداف، فمن المهم أن يسعى الشخص لتطوير وتنمية ذاته ومن الأهم أن تبنى عملية التطوير على أسس وأهداف تتوافق مع طبيعة واحتياجات الشخص الفعلية و مساره التعليمي أو الوظيفي.
حيث نجد كثير من الأشخاص يحرصون على الالتحاق في البرامج التعليمية أو التدريبية لمجرد مَدَحَ الاخرين لها أو الحصول على الشهادة وغيرها من أسباب ليست مبنية على أسس، وعند النظر في احتياجاتهم الفعلية وطبيعة اعمالهم واهتماماتهم، مجال اختصاصهم، مسارهم المهني، نجد أنها تختلف اختلافاً كلياً عنها، مما لا يسهم في التطوير والتنمية الذاتية فتكون بذلك دون جدوى ولا تحققالفائدة المرجوة منها.
ولكي يحقق الشخص الفائدة المُثْلَى عليه أن يحدد الأهداف المرغوبةمن عملية التطوير والمهارات التي تحتاج لتطوير (فما لا يمكن قياسه لا يمكن تطويره)، بالإضافة الى الاهتمامات الشخصية ومن ثم يبدئ عملية البحث عن البرامج التعليمية أو التدريبية التي تتناسب معه.
إضافة إلى ذلك أن يحسن اختيار نوعية البرامج التدريبية أو التعليمية وذلك من خلال اطلاعه على محتوى المادة للبرنامج المراد الالتحاق به، والجهة المقدمة له من حيث خبرتها المهنية في المجال واعتماديتها والمدة الزمنية والأشخاص المقدمين للبرامج وذلك من خلال الاستفسار من الجهة المقدمة للبرنامج عن سيرتهم الذاتية ومؤهلاتهم العلمية وعدد سنوات الخبرة المهنية في مجال البرنامج، وعادة ما تَدًوَّنَ في النشرة التعريفية عن البرامج نبذة عن المؤهلات والخبرات ومعلومات شخصية عن المقدم لها.
وتبرز الاشكالية بدرجة أكبر عند الحديث عن الدراسات العليا والشهادات المهنية المتقدمة للمحترفين فنجد البعض يلتحق بها باكراً، فيسبق مساره المهني، وذلك إما أن يكون على رأس العمل أو باحث عن عمل، مما لا يحقق له المردود المتوقع.
الكاتب: عبدالعزيز آل ساقان