تسكب العبرات وتذرف الدمعات وتقف الكلمات حائرة عندما تسترجع شريط الذكريات فبعد مرور أربعة عقود من العمر ذهبت تلك السنوات سريعا فهي مرت كالساعات لم نستشعر بانقضاء الأيام والليالي فالعمر يجري وينقضي ونحن لانزال في لهو وغفلات استرجع هنا جزء من بعض الذكريات , قد تكون فيها شجون وحنين ووقوف على الاطلالات , فالحياة الجميلة تبقى ذكرياتها وصداها معنا حتى وان عبست وتبدلت الحياة , صغارا كانت احلامنا بريئة باللهو والتجمعات في داخل حاورينا نلعب ونلهو بشوق ولهفه بعيد عن المنغصات , أتذكر مدرسة تحفيظ القران أيام كانت قريبه من الشارع العام في حارة ال فالح بعده انتقلت المدرسة في مبناها الجديد هناك في حي الصالحية درست فيها المرحلة الابتدائية والمتوسطة , مع أن تنتهي الاختبارات وقبل توزيع الشهادات , نرا الإعلانات بالتسجيل في المراكز الصيفية لحفظ الأوقات ,فالتنافس بين المركز الصيفي بمتوسطة القادسية أو التحفيظ او المعهد العلمي نجد اننا حائرون اين تكون مشاركتنا لجمال هذه المراكز التي تعلمنا فيها أغلب العلوم المهارات من مشرفين وأساتذة كانت لهم بصمات , فمن لايتذكر هؤلاء القادة الافذاذ كانوا جميعا لنا نبراس وقدوة تعلمنا منهم تحمل الأعباء وتطوير الذات , أتذكر معهم بعض من العبارات والصيحات والتكبيرات التي تتكرر بعد الفوز بالأنشطة المتعددة فما اجملها من لحظات , قد تكون رحلة أبها محفورة في ذاكراتي منذ تلك السنوات فأتذكر قائدنا ( أبا ميمون ) الرجل البسيط صاحب الابتسامات , أعود الى شجوني الى ذكرياتي فأتذكر ممارستنا لكرة القدم في أحياء ليلى وحتى في خارجها فالملاعب الترابية في الفنطاس والسالمية وساحة البريد وملاعب قرى الافلاج السيح ومروان والخرفة والروضة و الغيل وواسط والأحمر حتى ملعب ستارة كان لنا فيها لقاءات , دورات الحواري كنت أنا فيها من المنظمين لها في بعض المرات , الأصدقاء والاحباب كثر منهم من رحل وبقيت ذكرياته بداخلي نترحم عليهم بأن يكون لنا لقاء في الجنات بإذن ربي البريات , لن أنسى عيون الافلاج فكنت شاهد على الذهاب لها أيام ما كانت تسر الناظرين بلونها الساحر الجاذب لمن يعشق المناظر الخلابة التي تبعث الجمال للحياة , أصحابنا من خارج ليلى تعلقنا بهم من مقيمين ومواطنين درسوا معنا خلال دراستنا فهناك بعضهم اسمه محفور بالذاكرة أمثال حمدان الشمري واديب ومحمد الاحمري وصلاح الدين عنتر العنزي وعاصم وماهر الشبانات , لهم مني سلام وتحية من صاحب يفتخر بهؤلاء طوال السنوات , جزء من الذكريات تسليت بها فهي بخاطري ابوح بها وأحن دائما الى الذكريات فمع تقدم السنوات تبقى الذكريات خالدة في عقول من يعتبر بها ويعدها من الالويات وإن كانت الذاكرة لا تتسع لأغلبها بحكم شرود العقل وكثرة ما فيه من انشغالات , تبقى بعض من الذكريات صديقة ومحفورة لا تغيرها الأيام ولا مدار السنوات , فالذكريات تجمل حياتنا حتى لو جلبت لك بعض من الألم والقسوات , فالإنسان يحمل ذكرى جميلة في حياته ويريد شجون وصدى لكي يخرج ما في صدره من آهات ولوعات , يتذكر أيامه ويتذكر لمن عاشوا معه في أحلى الفترات , فالله اسال ان تكون خاتمتنا حسنه تسر خواطرنا وتجلب لنا السعادة الأبدية التي تكون في أعلى الجنات , مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ...
راشد القنعير
كاتب في صحيفة الأفلاج الإلكترونية
التعليقات 1
1 ping
محبك
2021-01-05 في 10:42 م[3] رابط التعليق
كان بعضهم يتردد إلى الخليل بن أحمد ليأخذ عنه علم العروض، فأقام الرجل مدة يسمع ولا يعلق في ذهنه شيء لبلادته، فملّه الخليل وأراد أن يصرفه من غير أن ينال من كرامته، فطلب إليه أن يقطع بيت عمرو بن معديكرب:
إذا لم تستطع شيئاً فدعه
وجاوزه إلى ما تستطيع
فأخذ الرجل في تقطيعه بقدر طاقته ومعرفته ثم انصرف ولم يعد قط.
فعجب الخليل من فطنته في إدراك قصده مع ما هو عليه من البلادة في تحصيل العروض.
* ان شاء الله وصلت الفكره