لاشك إن الانسان مهما بلغ من الرقي والود والتقدير والاحترام يصيبه الزلل والخطأ فنحن لسنا معصومين منه , فديدن الانسان أنه إجتماعي يأنس بالحديث مع أقرانه من أقارب وأصدقاء وزملاء فتجده بقصد أو بدون قصد يزل لسانه بكلمة قد تفهم بطريق الخطأ ومعها ينتج خلاف أو إختلاف مع من يحادثه فتكون ردة الفعل حسب المتلقي فيعتبرها المتلقي كبيرة وعظيمة أو أنه يمررها وتمر مرور الكرام لا يعتد بها وربما تكون هذه الكلمة فيها وقفة مع النفس بالغضب وتأثير صداها عند من يريد التدخل في فهم مقصودها وموضوعها عند استشارته بها , فتتسع رقعة الخلاف بين الناس فاللسان وعدم ضبطه يتسبب بالمشاكل والتقاطع نتيجة زلته وتتأزم الأمور وتتصعد اذا كان الخلاف مع أقرب الناس لك من أهل وأصحاب وأحباب .
كلمة أعتذر عن الخطأ والزلل و لا أقصد الذي قلته وأيضاً (أنا آسف) على كل كلمة غلطت بها هي شجاعة للإنسان ليست عيب وليست تخرق في مروءة الرجل بل بالعكس قد تزيل الخلاف وتعيد العلاقة بشكل سريع وتقوى بهذا الاعتذار فالاعتراف بالخطأ حل لبعض المشاكل بين الناس فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده فإذا أخطأت لا تكابر وتؤجج وتكبّر الموضوع بل قدم اعتذارك بشكل سريع ومؤدب ووضح مقصدك بعدها الناس سوف تفهم معنى كلامك وتعذرك فالناس فيهم الخير ويلتمسون الاعذار هكذا هي علامات المسلم الفطن أما السكوت وعدم الاعتذار والمكابرة قد يجد الانسان نفسه أنه غير مرغوب فيه عند اللقاءات والاجتماعات لأنه سريع الانفعال طويل اللسان يلقي بكلمات قد تكون صداها قوياً لايعتد بأحد ولايحترم أحد كبيراً كان أم صغيرا ً متحججاً بأن هذا طبعي وهذا أسلوبي ومن لايريد هذا الأسلوب لايجتمع معي فينفر المجتمع منه لعدم تقديره لمجتمعه وانفلات أعصابه اذا تم طرح نقاش فيه تعدد لوجهات النظر تظهر شخصيته بالتطاول وعدم احترام وجهة النظر المخالفة له فتكون العواقب وخيمة
كلمات سهلة عندما تطلقها معتذرا متنازلاً عن غرورك وكبرياءك قد تعدل من شخصيتك وتكبر في عين أصحابك وأقرانك وأحبابك , ودنيانا تغير من أحوالنا وكلما كبرت في عمرك بكل تأكيد لابد أن تتغير نظرتك وأسلوبك حتى تنال رضا الله ثم رضا الناس فالناس يحبون الهين اللين المتواضع المتسامح فيتقربون منه لأنهم يعلمون أنه يحمل لهم الود والاحترام والتقدير فثقافه الاعتذار تنم عن شخصية محبوبة لهم .
راشد ناصر القنعير