يقول الشاعر قيس بن الملوح
أمر على الديار ديار ليلى أقبل ذا الجدار وذ الجدارا
وماحب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديارا
تبقى ( ليلى) هي عاصمة الحب لي ولسكانها وكل من سكن وارتوى من عيونها ( عيون الأفلاج ) فليلى هي القصة الخالدة والذكرى المحفورة والأحداث العالقة بخيالي فهي مسقط الرأس لي عشت فيها مع أبي وأمي وإخواني وأخواتي حفظهم الله جميعا بسعادة غامرة وفرح لايوصف أيام الطـفولة والشبـاب اتذكـرها فهي عالقة بداخـلي لا تغـيب
كم عشقت أصحابي فيها وعشت مع أقاربي مستمتعاً تغمرني السعادة والفرح والابتهاج فيها ترعرعت في حواريها في شوارعها في مخططاتها في برها في صيفها في بردها في جميع فصولها مع أمطارها وسيولها يشدو بي الحنين دائما لها فهي القصة الجميلة التي استمتع بها وهي الحكاية والرواية التي يصعب محوها من خيالي تعلمنا فيها علوم الرجال وصب القهوة والإكرام واستقبال الضيف بابتسامة وترحيب مطال , لهونا فيها جميل صداقتنا فيها براءة شقاوتنا لاتذكر يسودها سحر وجمال فهي رائعة هذه الصداقة بروعة أصحابها
حبنا لبعضنا وتسامحنا سر جمال حياتنا كم نتقابل بالمدرسة والحارة باليوم من مرة ولا نمل بعضنا بل تزيد صحبتنا كل ساعة وكل لحظه عرفنا اسرار بعضنا
لم تثنينا تواضع حياتنا بل زادتنا ترابط وقوة هكذا كانت حياتنا مع أصحابنا
فريق الحارة يجمعنا بعد العصر والمغرب وقت دروسنا وبعد العشاء وقت نومنا
لا نمل الأوقات كنا مرتبين نعرف كيف نستمتع بأوقاتنا لنا وقت بحارتنا ووقت أخر لأقاربنا وأرحامنا
طموحاتنا وآمالنا سهلة المنال لم نغتر بقوتنا وشبابنا بل بالعكس نجتمع على موائد متواضعة تلمنا لتروي عطشنا ونتلذذ بما يقدم لنا من مطابخ بيوتنا
سجلنا معارف كثيرة خارج حدود ديارنا فلنا أصحاب من قرى وهجر من أفلاجنا تجمعنا معهم صداقات تجمل علاقاتنا فما أجمل ذكريات ليلى فالحنين يشدو بي لها بين فترة وفترة استرجع قصص تجمعنا في بيوتنا وفي حوارينا وفي ملاعبنا لم تزل الذاكرة تحمل معاني جميلة ومشاعر فياضة تحن للقيا أصحابنا الذين كانوا معنا في فترة بداية وانطلاقة حياتنا أتذكر قفشاتهم وتحدياتهم وتواضع أحلامهم لي منهم السلام والتقدير والاحترام للموجود والرحمة للميت المدفون
فالسنوات التي قضيتها فيك ياليلى خالدة الذكرى بالمقام ولعل الأيام ترجع وتحن من جديد فاحدثك عن الغرام والهيام والحب الذي نتذكره طوال الأزمان فمهلا ياديار الكرام وموطئ الأهل والخلان فلنا معك وقفه يحلو معها الكلام فقصه قيس وليلى رواية سجلتها ديارنا ديار الحب والغرام .
راشد ناصر القنعير