التعلم جوهري للوجود الإنساني وأساسي للتربية وهو منطلق أساسي لدراسة علم النفس ولازم لفهم حقيقة العقل الـبـشـري ، والـواقـع انـه لـم يـحـظ أي موضوع آخر من موضوعات علم النفـس بمـثـل مـا حـظـي بـه مـوضـوع الـتـعـلـم . ويعد من أكثر الموضوعات أهمية وإثارة لاهتمام الباحثين في مختلف التخصصات وذلك للتعرف على الظاهرة الإنسانية المعقدة من خلال التوصل إلى قوانين تتحكم بها، بما يسهم في استثمارها وتوظيفها في المواقف الحياتية المختلفة وخاصة التربوية والاجتماعية منها.
فأهمية التعلم تكمن في كونه عملية يكتسب فيها الفرد أنماطاً سلوكية جديدة ومهارات معرفية وانفعالية متعددة تساعده في التكيف مع بيئته الداخلية والاجتماعية ومواجهة التحديات والمخاطر المحيطة به، ولقد ظهرت العديد من نظريات التعلم التي تهدف لتقديم فهم أفضل وأعمق للسلوك الإنساني ، فقد اعتبر أرسطو أن المعرفة مكتسبة من خلال البيئة وليست فطرية، فشكلت أفكاره الأساس الذي ارتكزت عليه النظرية السلوكية للتعلم. أما أفلاطون فيؤكد أن جميع أنماط المعرفة هي مكونات فطرية تولد مع الإنسان ، فهي ليست مُتعلمة، وما عملية التعلم إلاّ استرجاع وتذكر لما هو في العقل. وبهذا شكلت أفكار أفلاطون المنطلق الرئيس للنظرية المعرفية.
ويشير (كمال زيتون، ٢٠٠٨ :٢٩ – ٣٣ ) إلى أن هذا الاهتمام أدى إلى ظهور نظريات عديدة للتعلم نحو (السلوكية – والمعرفية – والبنائية) وكان لها أثرها في تصميم وتنفيذ إجراءات التعليم والتعلم . وكان لكل من هذه النظريات فلسفاتها – سواء تعليمية أو تعلمية -، ومبادئها، وتنظيماتها، وتطبيقاتها التربوية، كما ترتبط كل من نظريات التعلم بنظريات التعليم؛ فتركز الأولى:على عملية التعلم والتي تعنى بما يفعله المتعلم، وما يقوم به من أجل تعديل سلوكه وبناء خبراته، بينما تركز الثانية:على إجراءات التدريس، وتحقيق نواتج التعلم المرغوب فيها والمخططة والمنظمة من قبل المعلم.
ولعل أبرز النظريات في الميدان التربوي كانت النظرية المعرفية والسلوكية والبنائية والارتباطية وسيتم تناولهم بشي من التفصيل في السطور القادم.
أولا :- النظرية المعرفية حيث نرى ان التعليم يعتمد بشكل كبير على الجانب المعرفي ، و نرى ان عملية الاتصال و التعليم تعتمد على ثقافة الجمهور لذلك يراعي الجانب الإنساني ، فغالبا ما ينظر الى الاهتمام باحتياجات المتعلمين واحترام رغباتهم، ومراعاة هذه الاحتياجات والرغبات والاهتمامات عند تصميم البرامج التعليمية التكنولوجية، عن طريق تحديد الأهداف المرجوة من التعليم.
ثانيا:- النظرية البنائية حيث ان هذه النظرية توصي بالتعلم البنائي للفرد و هذا ما يحدث للفرد في التعليم ، فهذه النظرية تشير إلى أن المتعلمين هم من يقومون ببناء المعرفة بدلا من أن تعطى المعرفة لهم ، وبالتالي فإن المتعلم في هذه النظرية نشط فهو الذي يبني المعرفة ، كما أن المعرفة لا يمكن أن تصل من الخارج أو من شخص آخر ، و نرى ان هناك برامج عديدة و مواقع تتيح للمستخدم حرية التعلم و تطبق مقولة ان ( عملية التعلم عملية تراكمية ) .
ثالثا :- النظرية السلوكية :- تركز هذه النظرية على أهمية البيئة في التعليم ، و يظهر اثرها بشكل واضح في إجراءات التعليم من خلال تحديد المادة العلمية و عرضها و استخدام البرامج و المختلفة المخصصة لذلك. و من امثلة ذللك ما يسمى بالتعليم المبرمج.
رابعا:- النظرية الارتباطية :- و هي النظرية التي تلخص عملية التعلم في عقد و ارتباطات بين مثيرات واستجابات. فكان التعلم في ضوء النظريات الارتباطية هو التغيرات في السلوك أي التغير في استجابات الفرد في موقف ما، و على أساس ذلك يدعم التعليم الالكتروني هذه النظرية من خلال ربط التعليم الالكتروني مع عدة اشخاص في وقت واحد ، حيث يوجد المتعلم و المثير و المعلم ، و تستخدم في التعليم ما يعرف بالصفوف الافتراضية الالكترونية ، التي تتيح للمستخدم ان يقوم بحضور المحاضرة عن طريق الانترنت ، و أيضا يسمح بالتفاعل بين المتعلم و المعلم
والجدير بالذكر أن لنظريات السابقة أهمية كبيره اذ انها وضحت الطرق السليمة للتعليم ، وتحليل الظروف وإجراء التجارب على المواقف التعليمية ، وكيفية حدوث التعلم بالوسائل التعليمية السليمة ، وتوضح متى يستخدم الثواب والمكافات ومتى تستخدم العقوبات ، وتعديل السلوك الطلابي وإدارة الصف حسب النتائج الموثوق بها ..
المقال متطلب مقرر منهج ونظريات التعلم
مقدم للدكتور : حمد القميزي
كتبته : رفيعة احمد عبدالله الصندلي
طالبة ماجستير مناهج وطرق تدريس
جامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز