(المؤذن المخضرم والشهير في ليلى الأفلاج)
(المؤذن المخضرم والشهير في ليلى الأفلاج)
إنه مؤذن جامع أنس بن مالك (المسمى بمسجد السديرية) والمعروف لدى أهالي الأفلاج لأنها- رحمها الله بنته على نفقتها-
إنه المؤذن الشهير والقمر عند أهالي الأفلاج وهل يخفى القمر؟!
(خميس بن بنيان العتر ) خميس وما أدراك ماخميس؟ أبوبنيان .
من أهالي سيح الأفلاج ذو الصوت الشجي المميز في الأذان ، يوشك أن يكمل خمسين عاما في مئذنة ، هذا الجامع الذي صار فترة من الزمان هو الجامع الرئيس الذي يصلى فيه على الجنائز ويمتلىء بالمصلين في كل جمعة والمؤذن خميس لا يكاد يفارقه أو يترك الأذان فيه فرضا واحدًا إلا لظروف قاهرة ، بل كان يؤم الجامع كثيرا عند سفر أمامه ، شيخنا ومربينا الفاضل : عبدالعزيز المفلح مد الله في عمرهما على طاعته ومرضاته ، وكان الإمام الشيخ عبدالعزيز يقول من باب الطرفة ( الخميس بيصلي بكم خميس) لأنه كان يسافر للرياض لقضاء بعض الحاجات.
استمعت الليلة بأذانه للعشاء الذي يحمل ذكريات الطفولة والبراءة التي عشتها في تلك الربوع من عام ١٤٠٠ إلى ١٤٠٥.
أذان متقطع يتنفس فيه بين كل كلمة وأخرى وتكاد أن تخرج روحه معه، ولكن الجرس والنغمة لم تتغير ، فهو مصر على أن يبقى مؤذنا وهو على كرسيه وحتى لو دعى الأمر على أن يكون على جنبه، مد الله في عمره على طاعته أعواما عديدة وزاده صحة إلى صحته وبلغه فيما يرضيه آماله وجزاه عنا خير الجزاء.
تولى المئذنة في هذا الجامع في أواخر التسعينات الهجرية ١٣٩٦ تقريبا حسب ما قال لي فهو أكمل ٤٥ عاما تقريبا في الأذان ونعمة أذانه وجرسها لم يتغير كما سمعناه في طفولتنا - سوى تقطع النفس بين كل كلمة وأخرى.
الله الله الله !!! كم من الرمضانات التي افطرناها مع والدينا رحمهم الله على هذا الأذان الشجي.
هز الأذان مشاعري أبكاني
وتجاذبت في صوته أحزاني
وتذكرت عصرا تليدا عامرا
كانت تعيش براءة الصبيان.
الخلاصة جلست معه ساعة في المسجد بعد العشاء ليلة الجمعة واستمعت بالكثير من الذكريات له عن والدي- رحمه الله - ومواقف جميلة له معه ودعا له كثيرا.
وحكى لي ذكريات له قبل أن يكون مؤذنا ومنها زيارة الملك سعود-رحمه الله- لهم في سيح الأفلاج ، عندما تولى الملك وقال إنه زار الكثير من القرى والهجر في المملكة، وبعضهم يقدم له القهوة وبعضهم العشاء ، وكانت سيارات الملك سعود -رحمه الله- تغرز في الرمال لأنه لايوجد أسفلت وكان الناس يتعاونون في الدف ويقول كنت أثناء زيارته لنا قريبا من البلوغ ١٤ سنه تقريبا، وكنا ننشد الأناشيد لاستقباله رحمه الله ونقول (يعيش سعود يعيش سعود )وهي تقريبا في عام ١٣٧٤
ولازال في جعبته الكثير من الحكايات والذكريات وخشيت أن أرهقه بطول الجلوس على الكرسي فودعته وأنا بشوق لأن أكتب عنه الكثير من ذكرياته عن الأفلاج.
كتبها : ناصرأبودجين
٢١/صفر/ ١٤٤٢
2020-10-09 2:02 م
ناصرأبودجين
لا يوجد وسوم
0
10138
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alaflaaj.com/articles/198496412/