الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد:
الرجال الصالحون المتواضعون الذين يقصدون رضا الله سبحانه والرفعة في الدار الآخرة لا تكاد تعرف أحوالهم إلا عندما ينزل بأحدهم الموت ويحل به الأجل، ثم يتبادل الناس الثناء عليهم، وهنا تثبت شهادة (شهداء الله في الأرض) فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: مرُّوا بجنازة فَأَثْنَوا عليها خيراً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وجبت، ثم مرُّوا بأخرى فَأَثْنَوا عليها شراً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وجبت، فقال عمر بن الخطاب: ما وجبت؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(من أثنيتم عليه خيراً وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شراً وجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض)
وقد تبادلت الألسنة كثيراً من الثناء على العابد الورع ، محمود السيرة ، مأمون السريرة ، الشيخ إبراهيم بن ربيع آل ربيع وذلك لما منحه الله من القبول والمحبة والتوفيق والتسديد .
توفي رحمه الله قبل والدي بثلاثة أيام في يوم الثلاثاء الموافق ١٤/ من شهر ذي الحجة/ لعام ١٤٤١ هـ
وصلي عليه في المقبرة الشمالية بمحافظة الأفلاج .
كنت في الليلة التي توفي فيها عند والدي في المستشفى وكان يقول لي رحمه الله هذه أصعب ليلة مرّت عليّ كأنه إحساس منه بوفاة الشيخ إبراهيم فإنا لله وإنا إليه راجعون .
هذا الرجل الصالح عرفته جاراً لنا ، زميلاً لوالدي في العمل، وقد عرف بحب العمل والأمانة والإخلاص ودائماً ما يردد والدي هذا كثيراً رحمهما الله .
ذكر لي والدي رحمه الله أن الشيخ إبراهيم قبل تقاعده له عدة أشهر إجازة يحق له أخذها أو استبدالها بمبلغ مالي لكنه قال : سأظلّ أحضر تكفيراً عن التقصير .
كان رحمه الله من أقرب جلساء الوالد ويحبّه كثيراً ويأنس به وبحديثه والجلوس معه .
كان كريم الخلق ، ذو مروءة وأدب ، عفيف اللسان يظهر ذلك لمن عرفه في سيرته ومسيرته وحُسن تعبده ، صلاةً وذكراً ، واستغفاراً .
وقد اهتم مع والدي رحمهما الله والشيخ شجاع بن سعد آل شجاع بمدارسة القرآن الكريم وقراءة شيء من كتب التفسير والعقيدة، فكان لهم وردٌ يوميّ من القرآن بعد الفجر وبعد العصر وبعد العشاء بقراءة شيء من الكتب .
وكان الشيخ إبراهيم رحمه الله يحبّ الجلوس في المسجد ، وكثيراً ما يفعل سنةً حسنةً قلّت في زماننا هذا وهي الجلوس في المسجد وقتاً كاملاً لانتظار الصلاة بعد الصلاة، ويجلس في المسجد في مصلاه بعد صلاة الفجر إلى أن تطلع الشمس، وقبل وفاته رحمه الله أصابه ألم شديدٌ في قدميه ومع ذلك ظل يجاهد نفسه ويحضر للمسجد مشياً على الأقدام، ودائماً لسانه رطباً بذكر الله أحسبه من الذاكرين الله كثيراً .
كان رحمه الله كريماً لا يتوانى في بذل الصدقة على المحتاجين فلم أراه يوماً يردّ سائلاً ، يعرفه المحتاجون فإذا دخلوا للمسجد جلسوا بجواره مباشرةً، وبعضهم يوقفه من تلاوته فلا أراه يغضب أو يردهم أو يتردد في إعطائهم وإذا كان باب المسجد مغلق جلسوا عند الباب ينتظرونه .
كان للشيخ إبراهيم رحمه الله أعمال تجارية ولا يتردد فيما يستطيع تقديمه من خدمةٍ ونفعٍ للمسلمين ، وله عادةٌ معروفه أنه لايأخذ مبالغ فيما يتعلق بالمساجد، وكان حليماً يصبر على الناس ويرفق بهم ولايطالب الناس بحقوقه إذا جاءه مُعسرٌ أنظره أو عفا عنه ابتغاء ما عند الله، ولم يعرف عنه مطالبة أحد بل تراه مبتسماً كأنه لايريد منك شيئاً وقد سمعت هذا عنه كثيراً .
وقد تأكدت المحبة بينه وبين من عرفه ، يأنس به من يقابله ، لما عرف عنه من حبّ الناس ونفعهم ، وما يتصف به من خلقٍ وعفةٍ ونزاهة .
اللهم هذا ما عرفناه من أبي ربيع فيارب اغفر له وتجاوز عنه.
هذا بعض ما أعرفه عن هذا الرجل الصالح الورع العف التقي النقي أحسبه كذلك ولا أزكيه على الله فرحمه الله وأسكنه فسيح جناته وأصلح عقبه وذريته وعوّضنا خيراً وجمعنا به ووالدينا ومن نحبّ في جنات النعيم إنّه سميعٌ مجيبٌ وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
كتبت هذه الأسطر التي لم توفيه حقه وأنا لست بكاتب لكن دفعني ذلك بعدما استمعت لتسجيل مؤثر لختم كتاب الله سجلته في ٥ /رمضان/ لعام ١٤٣٨هـ
عبدالاله بن راشد الزنان.
https://a.top4top.io/m_1708bu2m71.mp3
https://b.top4top.io/m_1708jud662.mp3
التعليقات 2
2 pings
الجوهرة
2020-09-06 في 5:12 م[3] رابط التعليق
غفر الله لخالي وأسكنه فسيح جناته
جواهر
2020-09-06 في 3:43 م[3] رابط التعليق
غفرالله لوالدي واسكنك الفردوس الاعلى من الجنة وجزاك الله الف خير وغفر لوالدك