الأفلاج الحلم، والأفلاج الحالمة، دوحة الأدب، وموئل الرجال من ذهب؛ الأفلاج التأريخ العريق، والمجد المتجدد.
إنها المحافظة الوادعة وبلاد المزارع والنخيل، ومرتع الحب العذري دار قيس وليلى القصة الأشهر في الحب والشعر والأدب.
إنها الأفلاج العريقة، التي اشتهرت بعلمائها ومشايخها وأدبائها؛ وهاهي اليوم تمر بأزهى عصورها المدنية في منحى الحراك المدني الفاعل الذي يتأجج طموحًا، ويتقد فكرًا، وقد ذكرت ذلك قبل عدة سنوات وأعيده هنا.أما لماذا أعيده؛ فقد توالت السنوات على تلك المحافظة الجميلة التي تطورت بشكل مذهل ولافت. وبات شبابها محط الأنظار بتفوقهم الإبداعي، وتميزهم من خلال الدراسات العليا، والتحاقهم بالابتعاث الخارجي، وعودتهم مدججين بالعلم والتخصص والمعرفة وكذلك الأداء الرائع من خلال المبادرات والجمعيات واللجان الاجتماعية والشبابية.
ولا شك أن ( النداء الأخير) الذي يسبق رحلة المغادرين إلى دول عالمية لدراسة أدق التخصصات والعلوم، أعادت للأفلاج والوطن مجموعةً مثقفةً وأكاديميةً من الشباب المدرك لقيمة العمل والإنتاج على كافة الأصعدة؛ ومن هذا المنطلق، فإن مسؤولية شباب الأفلاج من الجنسين الذكور والإناث أصبحت مسؤوليةً جمةً ومضاعفةً للتسابق في جوانب الفكر والأبحاث العلمية التي ترتكز على ما درسوه في الخارج والداخل لتطوير المحافظة سياحياً وثقافياً واستثمارياً، وتقديم أفضل الدراسات العلمية ذات المناهج العصرية والحديثة للاستفادة من تراث الأفلاج، وآثار ها، وجمالها الطبيعي؛ وذلك لصياغة الأطروحات المفيدة لجهات الاختصاص لتحويل الأفلاج إلى اسم مختلف في عالم السياحة والاستثمار الثقافي والاقتصادي، وذلك بالاتكاء على تلك المشاريع والخطط العلمية التي يجب أن تنطلق من فكر الشباب، وتسخر القدرات الشبابية الموجودة في المحافظة لصناعة الفارق.
ومن هنا فإنني واثق أن محافظ الأفلاج الأستاذ تركي بن سعود الهزاني، وكافة مسؤولي المحافظة سيدعمون على الوجه الإداري والتنظيمي أي مشروع شبابي يفيد أهالي الأفلاج، ويجعل المحافظة في عين الإعلام المحلي والأجنبي؛ ولاسيما إذا تم تبني المشاريع ذات المساس المباشر بالإرث والتأريخ المعروف عن الأفلاج، كالقصور الأثرية، والمواقع الأدبية، وقرى الأمم التي جعلت من الأفلاج مسرحاً لتأريخ تحدثت عنه كتب الباحثين وعلماء التأريخ.
إنه النداء لشباب الأفلاج، ولعله لايكون الأخير، بل الأول للانطلاق بأفلاج الجمال والعبق والقصص والتأريخ إلى مرافىء التطور والإنجاز والتقدم.
صالح آل ورثان
* مستشار إعلامي وناقد صحفي.
وكاتب في صحيفة الأفلاج الإلكترونية
التعليقات 3
3 pings
خلف الخلف
2020-07-06 في 10:58 ص[3] رابط التعليق
شكراً لك سعادة الأستاذ صالح ال ورثان على هذا المقال الرائع جداً
سعد الدوسري
2020-07-06 في 10:57 ص[3] رابط التعليق
– (أي مشروع شبابي يفيد أهالي الأفلاج، ويجعل المحافظة في عين الإعلام المحلي والأجنبي؛ ولاسيما إذا تم تبني المشاريع ذات المساس المباشر بالإرث والتأريخ المعروف عن الأفلاج، كالقصور الأثرية، والمواقع الأدبية، وقرى الأمم التي جعلت من الأفلاج مسرحاً لتأريخ تحدثت عنه كتب الباحثين وعلماء التأريخ.)
فعلاً في افلاجنا نحتاج مثل ذلك من روح الشباب للوقوف على احتياجات الأفلاج وأهم مطالبات الأهالي وعلى أوليتها المشاريع التي يتم سحبها من المحافظة
سالمين
2020-07-06 في 10:54 ص[3] رابط التعليق
احتياجات الأفلاج أخي صالح كثيرة
بتكلم فيها وانا ممكن أكون أقلكم خبرة
الأفلاج تحتاج أساسيات اولاً مثل مستشفى كبير فيه كل التخصصات الطبية ماهو مستشفى ينقصة طبيب قلب وطبيب مخ واعصاب ؟؟؟؟
أهديكم أغنية صدمة عمر ؟