قد يظن البعض أن القصص التي نسمعها أو نقرأها في تاريخنا وتراثنا العربي عن الكرم والسخاء ليست واقعية في معظمها أو أنها من نسج الخيال.
عند رؤية هذهِ النماذج ندرك أن الخير لا زال موجود، مهما اعتقدنا أن الشر هو السائد ورغم الآلام والمصائب التي نشاهدها في كل جانب من حولنا وفي حياتنا، فإن الخير ولو كان قليلاً أو نادراً فإنه يأسر القلوب وتكون له الغلبة بإذن الله، ولابد من الحديث عن الخير وأهله وإبرازهم والحديث عنهم والاحتفاء بهم، حتى لا يظن الناس أنه لم يعد هناك خير في هذهِ الحياة!
رجل الأعمال الشيخ محمد بن فهد بن علمان بن ملحم، نموذج معاصر نراه بأعيننا ويعيش بيننا في زماننا هذا، هذا الرجل العظيم الذي ليس لكرمه حد ولا يَرُد سيل سخاءه سد، يقف ويساند كل محتاج وغير محتاج، لا ينتظر شكراً ولا يرجو فضلاً من أحد، هي مبادئ وصفات تشرَّبها وورثها كابراً عن كابر.
تجده يسعى جاهداً في عتق الرقاب وإغاثة الملهوف، بمجرد أن تصله صرخة استغاثة يلبيها على الفور دون أن يتوانى، كم من فقيرٍ مُعدَم طاله كرمه، كم من إمرأةٍ يائسة أعاد لها الأمل والحياة بعطائه الميمون، كم من مديونٍ أزال عنه هم الدين وقضاه عنه، هذا بالإضافة إلى إسهاماته في خدمة المجتمع والوطن كدعمه للأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة ومبادرات الزواج الجماعي.
يرحل الإنسان في النهاية ولا يبقى إلا ذكراه وأعماله الطيبة والصالحة، وكما يقول رسولنا صلى الله عليه وسلم: (أنتم شهداء الله في الأرض)، ابن علمان حفظه الله وأطال في عمره, نجد أن الصغير قبل الكبير, والفقير قبل الغني, الحاضر والباد، الرجال والنساء، الجميع يدعو له ويثني عليه، ولو أردنا أن نستعرض كل إنجازاته وسيرته الحافلة لن يسعنا هذا المقال.
من عرف هذا الرجل أو التقى به سيجد أن قول الشاعر العربي ينطبق عليه تماماً:
كِلْتا يَدَيْهِ غِيَاثٌ عَمَّ نَفعُهُمَا
يُسْتَوْكَفانِ وَلا يَعرُوهُما عَدَمُ
سَهْلُ الخَلِيقَةِ لا تُخشى بَوَادِرُهُ
يَزِينُهُ اثنانِ: حُسنُ الخَلقِ وَالشّيمُ
حَمّالُ أثقالِ أقوَامٍ إذا افتُدِحُوا
حُلوُ الشّمائلِ تَحلُو عندَهُ نَعَمُ
ما قال لا قطٌّ إلا في تشهُّدهِ
لولا التشهُّد كانت لاءهُ نعمُ
الكاتب: خالد تركي آل تركي