لفتت الأنظار أحد الجمعيات الخيريّة عندما نشرت صورٍ لمستفيدي مساعدات الزواج، حيث واجهة بعض الانتقادات من العامة ، وبما أنه من اللّافت أن نشهد كثافة الحملات التطوعية والخيرية في الأيام القادمة خصوصاً في شهر رمضان لمساعدة الفقراء والمحتاجين.
فيما سيظهر بشكلٍ أكبر في مواقع التواصل الاجتماعي التي ستضجّ بصورِ عائلاتٍ وأفراد يتم مساعدتهم، إذ تصرّ بعض الجهات المنفّذة لتلك الحملات على تصوير العائلات بغيّة التوثيق، ما دفع البعض إلى وصف الهدف من هذا السلوك هو نيل الشهرة.
ويستوجب علينا إيجاد حلٍ لهذا الفعل السلبي الذي يحمل الكثير من صور التّشويه للفقير والمحتاج والتشديد على إبراز ذلّه وهوانه وشدّة حاجته، حيث تحرص كاميرات التصوير على عدم السماح لأيّة دمعةٍ بالسقوط إلى الأرض دون التقاطها وتصويرها بالصورة البطيئة كي يساعد هذا المشهد على تأجيج مشاعر المشاهد .
وبما أن الإحصائيات تذكر أن هنالك 20% من سكان العالم اليوم من الأغنياء في مقابل 80% من الفقراء، كما تشير أيضاً إلى تزايد كبير لعدد الفقراء في العالم والذي تجاوز الثلث من إجمالي سكان العالم، مما يلزمنا على الوقوف ضد أي فعل سلبي يسيئ للمحتاج، وحث الجمعيات وفاعلي الخير على احترام مشاعرهم وعدم التشهير بهم.
فمن خطورة موضوع الفقر بحد ذاته، أن الرسول صلى الله عليه وسلم دعى المسلمين إلى الاستعاذة منه، حتى أنه ساوى بينه وبين الكفر في بعض الأحاديث كما في قوله عليه الصلاة والسلام : " كاد الفقر أن يكون كفراً " .
فمن فضل الله تعالى ان جعل للصدقة والزكاة وكل عمل خيّر قواعد واخلاقيات ومن أهمها ان تكون النية خالصة لوجه الله تعالى، وإلّا تحوّلت الى فعلٍ سلبي.
ضيف الله الدوسري