كشفت نتائج دراسة أجراها فريق علمي دولي، أن فيروس كورونا SARS-CoV-2 ينتشر بصورة سريعة في المناطق ذات المناخ الجاف والبارد.
وتفيد مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، JAMA Network Open، بأنه في إطار هذه الدراسة، قدر الباحثون كيف انتشر الفيروس في 50 مدينة من مدن العالم. وحددوا من بينها ثمانية: ووهان، طوكيو، تايغو، كوم، ميلان، باريس، سياتل ومدريد، اعتمادا على بيانات يوم 10 مارس 2020.
وقد لا حظ الباحثون، أن جميع هذه المدن تقع في خطوط العرض 30-50 درجة شمالا. وهذا يشمل أيضا الحدود الجنوبية والشمالية للولايات المتحدة، حيث أن المدن الواقعة في هذا “الشريط” كان طقسها متقاربا خلال ذروة انتشار الفيروس: درجة الحرارة 5-10 درجة مئوية والرطوبة النسبية 44-48%.
ويقول الباحث محمد سجادي، الأستاذ في معهد علم الفيروسات بجامعة ميريلاند، في تصريح لوكالة UPI، “نعتقد أن انتشار فيروس SARS-CoV-2 يكون أسوأ في ظروف درجات الحرارة والرطوبة العالية.
وأضاف،، ولكن هذا يحتاج إلى دراسة جديدة، وأفضل طريقة لتنفيذها هي دراسة سلوك الفيروس في المختبر، حيث يتمكن الباحثون من التحكم بالتغيرات المناخية.
وتشير وكالة شينخوا، إلى أن 73.8% من الإصابات كانت في المناطق التي فيها نسبة الرطوبة المطلقة تعادل 3-10 غرامات في المتر المكعب.
وقد درس فريق علمي برئاسة هوانغ شزنغواي من جامعة لانتشو البيانات التي جمعت خلال الفترة من21 يناير إلى 6 مايو 2020 في 185 دولة ، بهدف تحديد تأثير الظروف المناخية (الحرارة والرطوبة) في انتشار SARS-CoV-2.
واتضح لهم أن الفيروس يحب خطوط العرض العليا وينتشر فيها بنشاط، ويبقى فترة أطول على سطوح الأشياء.
ويستنتج الباحثون في مقال نشرته مجلة Science of The Total Environment، أن الجائحة قد تتكرر في خريف عام 2020 في مدن العالم الكبيرة. ولكي لا يكون هذا الانتشار مفاجئا، تطور معظم البلدان أنظمة انذار مبكر، ما يسمح باكتشاف بؤر العدوى حتى من تحليل مياه الصرف الصحي.
ويذكر أن العلماء، أعلنوا سابقا أنه ليس للمناخ أي تاثير يذكر في انتشار “كوفيد-19” وأنه حتى مع قدوم موسم الحر لن يقف عائقا أمام انتشار العدوى.
وافترض الخبراء أن ضوء الشمس يقضي بسرعة على SARS-CoV-2، ولكن يجب ألا ننسى أن الفيروس يموت في بيئة خارجية، ولكنه يبقى يتكاثر داخل جسم الإنسان المصاب، وهذا يعني أن وجوده سيكون في الهواء دائمي. أي أن ضوء الشمس وحده لا يكفي لإبطاء انتشار الوباء.